سورة النساء - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


بذي القربى: أقرباء الإنسان من أخ وعم وخال ونحوهم. الجار ذي القربى: الذي قُرب جواره. الجار الجنب: الجار الذي لا قرابة له، أو البعيد. الصاحب بالجنب: الرفيق في السفر، أو المنقطع اليك.
ابن السبيل: المسافر أو الضعيف. ما ملكت أيمانكم: الأرقاء العبيد.
بعد أن عالجت السورة أمر الأيتام والنساء والميراث وحفظ الأموال وتنظيم الأسرة، جاء التذكير هنا بحسن معاملة الخالق، ثم التذكير بحسن معاملة الناس. فالسوةُ تأمر بأساس الفضائل التي تهذّب النفس وهي عبادة الله والاخلاص له، كما تأمر بالإحسان في معاملة الناس، وتخص بالذكر طوائف من الناس، الإحسانُ اليها احسان إلى النفس والأسرة والى الانسانية كلها. بذلك تضع للمسلمين اساس الضمان الجماعي، والتكافل الحقيقي بينهم.
اعبدوا الله وحده ولا تشركوا معه أحدا، وأحسِنوا إلى الوالدين إحساناً لا تقصير فيه، لأنهما السبب الظاهر في وجودكم، وأحسنوا معاملة اقرب الناس اليكم بعد الواليد، والى اليتامى، والى المساكين الذين افتقروا بسبب عجزهم أو بذهاب الكوارث بأموالهم، والى الجيران سواء منهم القريب أو البعيد. وقد وردت أحاديث كثيرة تحض على الاحسان إلى الجار مهما كان دينه أو جنسه، فقد عاد النبي بن جاره اليهودي، وذبح ابن عمر شاةً فجعل يقول لغلامه: أهديت لجارنا اليهودي؟....
وإكرام الجار من شيم العرب قبل الاسلام، وزاده الإسلام توكيداً بما جاء ف يالكتاب والسنة. من إكرامه ارسال الهدايا اليه، ودعوته إلى الطعام، وتعاهده بالزيارة والعيادة ونحو ذلك. وهناك حديث الصحيحين المشهور: «ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيروّثه».
والصاحب بالجنب هو الرفيق في السَّفَر، وابن السبيل هو المسافر المحتاج، وما مالكتم من الأرقاء كل هؤلاء تجب معاملتهم بالحسنى.. فاللهُ لا يحب من كان متكبراً متعالياً على الناس لا تأخذه بهم رحمة. وفي الحديث الذي رواه أبو داود والترمذي عن ابن مسعود قال رسول الله: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبْرٍ» فقال رجل: إن الرجل يحب ان يكون ثبوه حسنا وفعله حسنا، فقال الرسول الكريم: «ان الله جميل يحب الجمال».


أعتدنا: هيّأنا: رئاء الناس: للمراءاة والفخر. القرين: الصاحب.
هذه الآيات الكريمة تبين هنا ان التقصير في الحق الاجتماعي شأنُ المختالين المتكبرين. وهم الذين يظهر أثر كِبرهم في عملهم، وفي أقوالهم. ومثلُ هؤلاء لا يعترفون بحق للغير على أنفسهم. وقد جعلهم الله صنفين من طبيعة كل منهما ألا يعترف لله بشكر على نعمةٍ، ولا للخلق بحق عليه، فهم يبخلون ويأمرون الناس بالبخل، ويخفون نعمة الله عليهم فلا ينفعون أنفسهم ولا الناس. هذا ما كان يفعله جماعة من اليهود، يأتون رجالاً من الانصار فيقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم، فنحن نخشى عليكم الفقر في ذهابها، ولا تسارعوا في النفقة فإنكم لا تدرون ما يكون.
{وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً} وهيأنا لهؤلاء عذابا يهينُهم ويذهلهم.
والنصف الثاني: {والذين يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَآءَ الناس} فهؤلاء يبذلون المال لا شكراً لله على نعمه، ولا اعترافاً لعباده بالحق بل الرياء أمام الناس. وهم بذلك يقصدون ان يراهم الناس فيعظموا قدرهم ويحمدوا فعلهم ويمدحوهم، وهم غير مؤمنين بالله ولا باليوم الآخر، يوم الجزاء الأكبر، لأنهم تبعوا الشيطان فأضلّهم.
وحسْب هذين الصنفين من البشر تسجيل القرآن الكريم عليهم ان قرينهم الشيطان منبع الشر والمغزي بالفساد، {وَمَن يَكُنِ الشيطان لَهُ قَرِيناً فَسَآءَ قِرِيناً} وبئس الصاحب.
{وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُواْ...} وما الذي كان يضرهم لو آمنوا ايماناً صحيحاً لا رياء فيه ولا كذب، بالله وباليوم الآخر، واعطوا من المال والرزق الّذي آتاهم الله استجابة لهذا الايمان وما يقتضيه من اخلاص النبية ورجاء الثواب، والله عالم كل العلم ببواطن الأمور وظواهرها لا ينسى عمل العاملين، ولا يظلمهم من أجرهم شيئاً.
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {ويأمرون الناس بالبخل} بفتح الباء والخاء. وهي لغة.


الذرة: أصغر ما يُدرك من الاجسام. من لدنه: من عنده.
ان الله تعالى لا ينقُص أحداً من أجر عمله والجزاءِ عليه شيئاً ما، حتى وإن صغُر كدرّة الهباء. يضاعف للمحسن ثَواب حسناته، ويعطي من فضله عطاء كبيرا، اضعافا مضاعفة، بدون حساب. ان الظلم لا يقع من الله تعالى، لأنه من النقص الذي يتنزه عنه، وهو ذو الكمال المطلق والفضل العظيم.
قراءات:
قرأ ابن كثير ونافع {حسنة} بالرفع. وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب {يضعفها} بالتشديد. والمعنى واحد.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13